سولبيرغ تؤكد على علاقات الصداقة الوثيقة التي تربط البلدين والقيادتين

حرير – حضرت رئيسة وزراء النرويج إرنا سولبيرغ، اليوم الأحد، جلسة حوارية ناقشت سبل تعاون الأردن والنرويج في مجال التصدي لخطر التطرف، وذلك في إطار الجهود المبذولة دوليا لمواجهة هذه الآفة.
وجرى خلال الجلسة، التي شاركت بها وزير الدولة لشؤون الإعلام جمانة غنيمات وحضرها مختصون من كلا البلدين، تبادل لوجهات النظر والطروحات حول الأسباب التي تغذي الفكر المتطرف، والسبل المقترحة للتصدي له، وبما يحفظ أمن واستقرار الشعوب والسلم العالمي.
كما تم تناول الأزمات التي تعاني منها العديد من المجتمعات نتيجة الفكر المتطرف، وأهمية تكاتف الجهود بين الجميع في إطار التشاركية والمسؤولية للتعامل مع هذا الخطر وتداعياته.
وتأتي هذه الجلسة، التي أقيمت على هامش الزيارة الرسمية لرئيسة وزراء النرويج إلى الأردن، ضمن نهج التعاون بين البلدين ومختلف الدول في مواجهة التطرف، الذي يعتبر تهديداً عابراً للحدود ولا يقتصر على دولة أو إقليم محدد، بل على مستوى دولييشار إلى أن مملكتي الأردن والنرويج من الدول التي تبذل جهوداً كبيرة للتصدي لخطر التطرف على مختلف المستويات، كما شاركتا في العديد من المؤتمرات ضمن التحالف الدولي المتصدي لخطر التطرف.

من جهتها، اكدت رئيسة وزراء النرويج علاقات الصداقة الوثيقة التي تربط البلدين والقيادتين، معربة عن تقديرها لجلالة الملك عبدالله الثاني على دوره المهم على المستوى الإقليمي والدولي. وقالت: “لقد اجرينا اجتماعات بناءة جدا الشهر الماضي، وقمت خلال لقائي اليوم برئيس الوزراء الرزاز بالبناء عليها وبحثنا كيفية الارتقاء في المجالات الثنائية”. ونوهت بان الاردنيين معروفون بكرم ضيافتهم وبشكل خاص استقبالهم موجات من اللاجئين”، ولطالما اعجبت بما يبديه الأردنيون من كرم تجاه هؤلاء اللاجئين، واسجل تقديري بشكل خاص هنا تجاه التزام الأردن بإدماج جميع الأطفال بنظام التعليم المدرسي الرسمي، وهو ما تطلب العمل بمبدأ الفترتين بحيث يتم تدريس الطلاب الأردنيين في الصباح والطلاب السوريين في المساء، واتطلع قدما لزيارة مدرسة تعمل على هذا النظام، خاصة أن دعم التعليم هي من أهم الأولويات التي نقدم الدعم تجاهها. واكدت ان النرويج تدرك بأن ارتفاع عدد اللاجئين يشكل عبئا كبيرا على الأردن، وهذا عبء يجب أن لا يترك الأردن وحيدا في تحمله، ولذلك عبرنا عن التزامنا في دعم الأردن بتحمله تبعات أزمة اللجوء السوري وسنستمر في ذلك. وقالت: نحن ملتزمون بتنفيذ ما تعهدنا به لدعم اللاجئين والدول المستضيفة، وفي هذا العام اتمت النرويج تعهداتها في تقديم الدعم بقيمة 2ر1 مليار دولار خلال السنوات الأربع الماضية. وأكدت ان النروج تدعم جهود الأردن وخططها الاصلاحية خصوصا المرتبطة بتوليد المزيد من فرص العمل وتحسين النمو الاقتصادي. كما اكدت دعم بلادها للجهود الدولية الهادفة إلى تعزيز مشاركة النساء في المؤسسات الدفاعية من خلال انشاء مركز متخصص في تدريب النساء بالأردن، خاصة أن الأردن يتبوأ مكانة قيادية ومتقدمة على مستوى الاقليم في مشاركة النساء بالقوات المسلحة، وأننا ندرك أنه في جميع الدول العصرية لا بد من مشاركة المرأة في جميع القطاعات.
واشارت إلى وقوف الأردن والنرويج في الحرب ضد عصابة داعش الإرهابية، “وقمنا هذا العام بتوقيع اتفاقية لتمديد التعاون في المجالات الدفاعية، ونحن نقدر عاليا التعاون مع الأردن في هذا المجال على المستوى الإقليمي والدولي، وتجمعنا شراكة قوية على مستوى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بشكل عام “. واكدت ان الأردن والنرويج يعملان بالشراكة معا لمحاربة الفكر المتطرف، ويترأسان بشكل مشترك مبادرة دولية تم اطلاقها في نيويورك لمحاربة الفكر المتطرف، تضم مجموعة من الدول الشريكة والصديقة.
واعتبرت رئيسة وزراء النرويج ان مباردة اجتماعات العقبة لمكافحة التطرف والإرهاب، تعد مثالا مميزا للجهود الدولية الضرورية لمكافحة التطرف، ومساء هذا اليوم سنبحث بشكل أكثر تفصيلا هذه الجهود ضمن جلسة نقاشية متخصصة، واتطلع قدما لتبادل الخبرات والدروس المستفادة. وقالت: “بصفتي رئيسة وزراء النرويج فإنني اترأس ايضا مجموعة للتوعية بأهمية أهداف التنمية المستدامة واحرص دائما على التذكير بأهمية أهداف التنمية المستدامة التي تشكل منصة مشتركة لحشد الجهود للعمل من اجل المستقبل، واقدر عاليا ما تبذلونه في الأردن لتنفيذ هذه الأهداف بشكل ناجح. وقدمت رئيسة وزراء النرويج هدية رمزية لرئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز، تتضمن أهداف التنمية المستدامة لتشجيع الأطفال والشباب للتعرف عليها من خلال ممارسة لعبة كرة القدم، معربة عن اعتقادها بان أهداف التنمية المستدامة المرتبطة بإيجاد الأمن والسلام وايجاد مؤسسات قوية تشكل أهدافا ذات أولوية للسياسيين في هذا الإقليم. وردا على سؤال، اشارت إلى ان النرويج تقدم الدعم فيما يتعلق اللاجئين على مستوين، الأول بتقديم الدعم للأونروا للمساعدة تجاه اللاجئين، ونحن ملتزمون باستمرار دعمها وفي دعم الفلسطينيين والمسار السلمي رغم أنه لا يبدي مؤشرات ايجابية حاليا، وفيما يتعلق باللاجئين السوريين فنحن مستمرون بالعمل وتقديم الدعم للأردن.
ولفتت إلى انه في عام 2015 اعلنا بأننا ملتزمون بتقديم الدعم للاجئين في أماكن تواجدهم، ونؤمن بأهمية عودة اللاجئين إلى بلادهم عندما تنتهي الحرب وتسمح الظروف بذلك. وقالت: نحن نؤمن بشعار أن لا نترك أحدا محروما ووحيدا، والأردن يبذل جهدا استثنائيا في هذا المجال، وسنستمر بدعمه.
وردا على سؤال حول ما يمكن بذله لتحسين قطاعي الأعمال في البلدين، قالت رئيسة وزراء النرويج: لقد نقاشنا الفرص المستقبلية وكما ذكر رئيس الوزراء الرزاز فإن إنشاء مجلس أعمال نرويجي أردني من شأنه تنشيط التعاون بين القطاع الخاص في البلدين، واستكشاف الفرص والإمكانيات خصوصا وأن لدينا العديد من القطاعات الكبيرة المهتمة بالفرص ومن ضمنها الطاقة المتجددة وخاصة الطاقة الشمسية، إضافة إلى قطاع الملاحة والأسمدة، واعتقد أن النرويج بلد منفتح اقتصاديا، وعندما يتعلق الأمر الدخول إلى السوق النرويجي وبناء علاقات فيه فهذا يتطلب من الشركات الأردنية ارساء شراكات مع نظيراتها في مجتمع الأعمال النرويجي للدخول بقوة في السوق النرويجي. وجرت لرئيسة وزراء النرويج إرنا سولبيرغ، مراسم استقبال رسمي لدى وصولها دار رئاسة الوزراء، حيث كان في استقبالها رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز وعدد من الوزراء والمسؤولين، وعزفت الموسيقى السلام الملكي الاردني والنشيد الوطني النرويجي، فيما استعرضت رئيسة وزراء النرويج حرس الشرف الذي اصطف لتحيتها.

–(بترا)

 

 

مقالات ذات صلة