الرواشدة يضع شهادتين من داخل مطبخ تطوير المناهج

كتب حسين الرواشدة
حرير – اذا كانت خطة تطوير المناهج التي تم انشاء مركز وطني مستقل للمباشرة بتنفيذها ، ستكرر ما حدث لكتابي العلوم والرياضيات للصفين الاول والرابع مع المناهج الاخرى قيد التطوير ، فمن واجبنا ان “نعدّ للعشرة” ، ليس فقط لان ما جرى كان صادما ومخجلا ، وانما لانه – ان احسنا الظن – يشير الى اهمال كبير ، وربما يؤسس لعملية تطوير مغشوشة ، لا علاقة لها بالتحديث ، ولا بمصلحة ابنائنا الطلبة ، ولا بالتعليم الحقيقي ونواميسنا التربوية والوطنية .
لكي لا استغرق بالتفاصيل ، او يتهمني البعض بالانحياز لاي طرف ، اضع بين يدي القارئ الكريم ” شهادتين ” من داخل “مطبخ ” تطوير المناهج ، واترك له المقارنة بينهما ، ثم الفهم والحكم على النتيجة.
الشهادة الاولى جاءت على شكل تصريحات لمديرة المركز الوطني لتطوير المناهج ، نشرتها الصحف (7/8/2019) ، استعرضت فيها القصة الكاملة لتطوير الكتابين ، قالت بالحرف:” ان الكتب الجديدة تنسجم مع مصلحة الطلبة ، وتهدف الى تسليحهم بمقومات النجاح في القرن الواحد والعشرين ، ثم ” اضافت ” الكتب الجديدة تتميز بحداثة وثراء المحتوى والمعلومات ، وتستخدم اساليب تعليمية متنوعة لترسيخ المفاهيم وربط العلم بالحياة العملية وبيئة الطالب ” .
هل هذا صحيح ..؟ الشهادة الثانية التي سجلها رئيس اللجنة الاستشارية للمجلس الاعلى للمناهح ( د. ذوقان عبيدات) جاءت بمثابة رد واضح على ما ذكرته مديرة المركز ، قال باختصارفي نهاية مقال نشرته الزميلة “الغد” عن كتاب العلوم للصف الاولى ” الرقابة التربوية كانت غائبة جدا، لا تفكير ولا مفاهيم عابرة للمواد ، ولا قيم انسانية او اخلاقية او حتى وطنية” ، اضاف :” في العمل كان استعجال وقسرية ، وتأليف الكتب يحتاج الى رقابة تربوية وسيكيولوجية وتفكير استراتيجي ، كي لا نترحم على منتجات وزارة التربية “.
لا اريد ان اسجل هنا شهادة ثالثة كتبها عن الموضوع ذاته د. محمود المسّاد الذي شغل منصب المدير العام للمناهج (2000-2004) ثم مديرا تنفيذيا للمركز الوطني لتطوير المناهج ، وبعدها مستشارا للمركز ، يكفي ان اشير فقط الى انه وصف في رسالة بعثها الى المعنيين ما جرى ” بالكارثة” التي تنظر طلبتنا.
اعرف انه تم ّ تشكيل لجنة لمراجعة الكتابين ، واعرف ايضا ان اسئلة اخرى ما تزال معلقة بانتظار اجابات واضحة ، سواء حول احالة العطاء على شركة بريطانية ، او التكلفة الباهضة (4 ملايين دينار) ، او حول مراجعة هذه الكتب من المرجعيات الثلاثة المعتمدة : المجلس التنفيذي للمناهج ، والمجلس الاعلى للمناهج ، ومجلس التربية والتعليم الاجابات هذه بالطبع ليست من اختصاص اللجنة الفنية المشكلة .
لكن ، ومع ذلك كله، ارجو ان لا تتكرر هذه “البروفات ” مع المناهج الاخرى ، وان نعتمد على خبراتنا الوطنية في عملية التطوير ، وان نختار من العالم افضل ما يناسبنا ، فليس من المعقول ان نستنسخ تجربة ” مناهج” جاهزة مضى عليها اربعون عاما( تم تأليفها عام 1980 وكانت مخصصة للطلبة الذين يعانون من صعوبات في التعلم ) ، كما حصل لنا مع شركة “هاربر كولينز”.. هذا الامر لا يليق بما لدينا من خبرات في مجال تاليف المناهج وطباعتها ، ولا بابنائنا الذين نتطلع لتعليمهم وتطوير قدراتهم العلمية والابداعية ..
والباقي عندكم ..!

مقالات ذات صلة