دولاب الحياة …

لارا علي العتوم

الحديث عن الوظائف الاجتماعية للنظم المختلفة يقود بالضرورة لتناول مدى العلاقة بين هذه النظم وقيم المجتمع، لأن بيان هذه القيم ومدى رقيها هو الذي يُبرز عظمة الافكار التي يؤمن بها الافراد والجماعات مما جعل القيم العليا للمجتمع تصاغ بالمفاهيم السلوكية المفعولة التي تعتبر اساس نظرتنا للشيء، حيث أن الطريقة التي نفكر بها هي الطريقة التي نتصرف بها، إذ ان مخرجات السلوك الراقي الصادر عن عقل واعي وحكيم وقد لا نبالغ بالقول انه بمثابة خريطة الطريق للفكر السليم والطموحات التي تقود للتطور والتقدم. أكدت الأيام ان أكثر الافكار تأثيرا في القيم هي الافكار السياسية والاقتصادية ولطالما كان الاردن الاكثر حرصا على ايجاد القيم العليا للمجتمع والمحافظة عليها لدرجة اننا نجد كل القوانين بصورة أو بأخرى تترك بصماتها في تثبيت القيم العليا للمجتمع وبلورتها لمواكبة التطور والتقدم للحياة وفي العالم. ومن هنا لم يتخلى الاردن يوما عن النظم الاقتصادية الذي تتبلور جميعها حول المصلحة العامة تعزيزاً للتكافل والتعاون حتى المعالجات الاقتصادية لم تبتعد عن التكافل والتعاون وتعزيز عيش الفرد.

حب الانسان للتملك هو شيء فطري ومن مظاهر حب البقاء في الحياة، فلو ملك واديا من ذهب لتمنى ان يمتلك الثاني ومن هنا جاءت فطرته للسعي وراء العمل للتقدم والتطور من هنا تأتي قيمة الاخلاق والقيم لأنها جوهر العمل واساس الاخلاص لضمان مفاهيم مهنية سلوكية تدعم باستمرار الارتقاء لتدفع تلقائيا للمجتمع نحو الرفعة، مما يحقق التوازن المجتمعي أو التوازن الثقافي للمجتمع.

نتطلع لمشاركة جلالة الملك عبدالله الثاني في مؤتمر قمة المناخ في اسكتلندا، فالأردن كما العالم يعاني من التغير المناخي الذي تسبب بتغيرات كثيرة وسيئة على كوكب الارض كنضوب طبقة الاوزون وفقدان التنوع الحيوي وانتشار الامراض المعدية والتأثير على النظام الغذائي من خلال التأثر البالغ السوء على القطاع الزراعي والحيواني، وتأتي مشاركة جلالته حفظه الله من حرصه على تحقيق التوازن الاجتماعي العام بتحريك دائم ومستمر لدينامية الحياة الاقتصادية والحفاظ على التكافل الاجتماعي من خلال مجموعة من المعالجات للملف الاقتصادي والمتابعة المستمرة له بمعنى آخر ايجاد المعالجات الاقتصادية ليس فقط لتحريك الاقتصاد بل ايضا كأداة ضبط معايير العدالة الاجتماعية، فالمزج بين الحياة والمبادئ يدفع الى التعادل بين الافكار الداخلية والسلوكيات الظاهرة مما يؤدي الى النزاهة و الاخلاص

لا شك ان التحديات السياسية و الاقتصادية التي واجهها و يواجهها الاردن بتأثره المباشر والغير مباشر من الاحداث الخارجية والاقليمية والدولية ابتداءا بأحداث الحادي عشر من ايلول وما تبعه من الاحداث في افغانستان والعراق وتوقف عملية السلام ومن ثم الاحداث في العالم العربي انتهاءا بجائحة كورونا اثرت الاثر البالغ بحيث انها لامست الحياة اليومية للمواطن الاردني فاصبحنا جميعا نعمل قدر استطاعتنا والاغلب منا تفوق على قدراته، فالبعض منا مطالبا بشكل مستمر بالمزيد من الجهد اي المزيد من التفكير او العمل او الانتاج وكما يقول الحكماء» يكمن الكرم الحقيقي تجاه المستقبل في اعطاء الحاضر بأكمله فليس اجمل من التكلم امام أناس مستيقظون وليس نائمون» وهنا يكمن العمل الحقيقي وتبنى العزيمة.

حمى الله الاردن

مقالات ذات صلة