اعتذار الرزاز خطوة في الاتجاه الصحيح ، وعلى الطرفين ان يلتقيا اليوم على كلمة سواء

حرير – لم يخسر رئيس الوزراء عمر الرزاز شيئا عندما تأسف للمعلمين ،وخاصة ان الخطأ قد وقع فعلا  ،  لم تُمس هيبة الدولة ،لم يجرِ التعامل مع هذه الكلمات بتشفي ،لان الامر طبيعي للغاية ، ولكن ماذا نقول وقد ملأت  الدعاية الرسمية  الفضاء و رؤسنا بالهراء والكلام الفارغ عن الهيبة،  هذا الطوطم الجديد – الدين الجديد- الذي يشهرونه في وجوهنا كلما دعت الحاجة .
لقد كان لكلمات الرزاز وقعا مريحا على المعلمين وكافة شرائح المجتمع ،فلقد انصف الرزاز المعلمين،  انصف هذه المهنة النبيلة ، وكلماته تعد اعلانا لولادة حقبة جديدة من  التعاطي مع المعلم وفق قواعد جديدة وارضية قائمة على الاحترام المتبادل والتكامل  ،عن انتهاء حقبة الاستعلاء والتعامل الفوقي مع هذه الشريحة التي اثبتت انها الاكثر وعيا و  تماسكا وانسجاما وصلابة .
لقد آن الاوآن لان نتراجع عن نهج المكاسرة والمناكفة ،المعلمون خرجوا للشارع ليوصلوا صوتهم ،معاناتهم ،  انينهم لصناع القرار ،لسوا بوارد تحدي ارادة الدولة وهيبتها ،المعلمون طالبوا بعلاوة على رواتبهم ولجأوا لاسلوب سلمي قانوني دستوري حضاري للتعبير عن جديتهم عن حاجتهم الملحة لهذه العلاوة .
لن يضير الحكومة واجهزتها وصانع القرار شيئا اذا ما دفع باتجاه الوصول الى صيغة توافقية وخاصة ان المعلمين لم يطلبوا تنفيذا فوريا للعلاوة ،اربعة اسابيع تكفي ،والحكومة هي المسؤولة عن الطلاب ومستقبلهم ، اما نقابة المعلمين فتدافع اولا وقبل كل شئ عن مصالح اعضائها ..
يكفي نفخ في كير الصدام والمواجهة و الرهان -في كل منعطف-  على اساليب السلطات في تكسير  ارادة الناس والفت من عزيمتهم وتركيعهم ولي ذراعهم . هذا لعب في النار ،وقد يحرق الاخضر واليابس في لحظة ما ..لسنا بحاجة لان نذكر  بان علينا ان نستفيد من دروس التاريخ ، الاستبداد حباله قصيره ، وان بدت لبعض المستبدين انها ستطول الى ما لا نهاية ، وجميعنا يعرف مصير هؤلاء، والتاريخ لا يرحم  ..

اعتذار الرزاز خطوة في الاتجاه الصحيح ، وعلى الطرفين ان يلتقيا اليوم على كلمة سواء ..

مقالات ذات صلة