عفية عليهم.. إمبارك لينا

بلال حسن التل

إنجازات المنتخب الوطني الأردني لكرة القدم في بطولة اسيا لايجوز ان تمر هكذا مرور الكرام، ولا يجوز ان تكون مجرد فرحة عابرة. بل علينا التعامل معها كفرصة وطنية للمراجعة والتقيم والتقويم.

وعندي ان اول الدروس المستفادة من هذا الانجاز هي أن الإنجاز على الأرض هو وحده الذي يقنع الأردنيين ويستنهض هممهم، ويرسخ انتمائهم، وهو الانتماء الذي عبر عنه الأردنيون بكثافة برفعهم لعلم بلدهم، وبارتدائهم لشماغهم الأحمر، وبتصويرهم للمنسف بكثافة عبر وسائط التواصل الاجتماعي ، وكذلك الاحتشاد حول المنتخب الوطني الأردني، وخاصة لدى استقبالهم له يوم عودته إلى ارص الوطن. وهي ممارسات تجسد تجسيداحسيا الانتماء للهوية الوطنية الأردنية، وهو تجسيد مارسه الأردنيون كافة ،  صبيانهم ، وشيبهم ، وشبابهم، رجالهم ، ونسائهم، مما يمكننا من القول ان مايصنعه الانجاز على الأرض، تعجز عن صناعته كل خطب الدنيا وخططها النظرية .

فالإنجاز يحرك القوة الكامنة في الاردنيين ، ويدفعهم للمزيد من البذل و العطاء ، الذي رأينا الكثير من صوره خلال متابعة الأردنيين لمباريات منتخبهم الوطني، حتى وصل الأمر ببعضهم لبيع ممتلكاته للسفر والمشاركة في تشجع المنتخب الاردني.

ومثلما ان الانجاز هو الذي يقنع الاردنيين، فإنه هو الذي يصنع للأردن اعلاما لايبني فقط .. إعلامًا أردنيًا ملتفًا حول وطنه، بل انه يضع الأردن على خارطة العالم، كدولة إنجاز، وهو ما تعجز عن فعله كل المنشيتات الصحفية المنافقة والمقالات المفوترة!.

وبالتدقيق في إنجاز المنتخب الوطني الأردني، نجد أن الذين صنعوه هم كوكبة من شباب الأردن، المنغمسين في ثقافته الوطنية وتراثه الشعبي، الذين يدبكون (الدحية) و(الجوفية)، ولا يرقعون السنتهم بالفاظ اعجمية، والذين لم ثلوثهم نظريات (التمكين) التي تلاك في فنادق الخمس نجوم الممولة اجنبيا لافساد شباب وصبايا بلدنا.

الدرس المهم من انجاز المنتخب الوطني الأردني لكرة القدم، هو ان الانجازات الكبرى لاتحتاج إلى إمكانيات مادية كبرى، وتحربتنا الوطنية تؤكد ذلك بالأدلة المادية الملموسة، فبالرغم من قلة امكانياتنا المادية انجزنا مدينة الحسين الرياضية، وانجزنا الجامعة الأردنية وجامعة اليرموك وكلتاهما بدأت كل منهما في مبنى صغير في مستبت زراعي، ثم صارتا مفخرة تعليمية.
وفي ظل قلة الامكانيات المادية بنينا مدينة الحسين الطبية، مفخرة الطب على مستوى العالم، وبالرغم من ان منتخبنا الوطني لكرة القدم، من أفقر المنتخبات الاسيوية ماديا ان لم يكن افقرها ماديا، الا انه استطاع ان يحقق انجازا قاريا، ويدخل الفرحة إلى قلب كل أبناء الوطن وبناته، وان يجدد جذوة الأمل في النفوس، مؤكدا ان الانجاز يتحقق بالإ دارة وبحسن الإدارة، لا بالامكانيات المادية. وهو بالضبط ما أكده نشامى منتخبنا الوطني لكرة القدم(عفية عليهم) و(إمبارك لينا).

مقالات ذات صلة