إسرائيل تقرع طبول الحرب مع إيران .

يبدو أن إسرائيل بدأت بقرع طبول الحرب، لا سيما بعد تصريحات رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو الاثنين، والذي تحدث عن موقع سري نقلت إليه طهران برنامجها للأسلحة النووية، عارضاً صورةً التقطتها الأقمار الصناعية لمواقع جنوب العاصمة الإيرانية طهران.

وقد جاءت تصريحات نتنياهو على وقع مخاوف من مواجهة عسكرية إسرائيلية إيرانية في سوريا، وبعد ساعات من القصف الصاروخي الذي تعرضت له معسكرات لقوات النظام وإيران في مناطق عدة من سوريا، وأسفر عن سقوط عشرات القتلى معظمهم إيرانيون، بحسب ما كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، علماً أن إيران نفت مقتل عسكريين إيرانيين.

في المقابل، نقلت صحيفة  “نيويورك تايمز” الأميركية، الاثنين عن مصادر مطلعة، قولها  إن ما يقارب 200 صاروخ دمر في الهجوم الذي ضرب ريف حماه”، وإن 16 شخصاً قتلوا بينهم 11 إيرانياً.

إلى ذلك، رجحت تلك المصادر أن ترد إيران على تلك الضربات، قائلة إنه “من المتوقّع أن تقوم إيران بالردّ على إسرائيل، بعد الانتخابات النيابية 2018 في لبنان، والمقرّر إجراؤها في 6 مايو.

من جهتها أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية  أنها لا تملك أيّ مؤشّر له مصداقية عن أنشطة في إيران مرتبطة بتطوير قنبلة نووية بعد عام 2009.

المتحدّث باسم الوكالة أوضح أن هيئة حكامها أعلنت إنهاء النظر في هذه المسألة بعد تلقّيها تقريراً بهذا الصدد في كانون الأول/ ديسمبر عام 2015، مضيفاً  أن الوكالة تدرس كلّ المعلومات المتوفّرة والمرتبطة بالضمانات، موضحا أنها لا تناقش علنا مسائل متعلّقة بأيّ معلومات من هذا النوع.

وفي السياق، توالت ردود الفعل الدولية على مزاعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن طهران تخفي جزء من برنامجها النووي، وأجمعت في معظمها على ضرورة التمسك بالاتفاق النووي في ظل غياب أي ردٍ عربي علنيّ.

ردود الفعل من أوروبا كانت باردة ولاسعة بعد إطلالة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

الاتحاد الأوروبي رد بلامبالاة، في حين اقتُبس عن جنرالات أميركيين قولهم أمس في وسائل إعلام إنّ “الولايات المتحدة لن تدخل في مواجهة وجهاً لوجه مع إيران.

أول المواقف من روسيا التي شددت على التمسك بالاتفاق النووي الإيراني حيث أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي مع نتنياهو  موقف موسكو الثابت بضرورة التزام جميع الأطراف بخطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني .

مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني  قالت من جهتها إنها لم تجد في بيانات نتنياهو أي دلائل تفيد بعدم التزام إيران بالاتفاق النووي.

برلين اعتمدت موقفاً متريثاً حول تصريحات نتنياهو، معلنة أنها ستجري تحليلاً مفصلاً للمعلومات الإسرائيلية المتعلقة بأنشطة إيران النووية فيما شددت لندن على انها لم تكن مطلقا ساذجة بشأن البرنامج النووي الإيراني  أمّا الخارجية الفرنسية فأشارت إلى أن المعلومات الإسرائيلية تبرز أهمية الإبقاء على الاتفاق النووي مع إيران.

صحيفة “نيويورك تايمز” خرجت من سياق الموقف الرسمي الأميركي المؤيد لتصريحات نتنياهو إذّ وصفت عرض نتنياهو بالعرض المسرحي،  موضحة أنه في ظل عدم تقديمه أي دليل على انتهاك ايران للاتفاق النووي منذ سريانه فإن هدفه التأثير على قرار ترامب المرتقب بشأن الاتفاق.

أما  أمين عام حزب الله حسن نصر الله  وردا على التصعيد الإسرائيلي فقد ذكر في خطاب له اليوم  أن “الحرب تكاد تنتهي مع الوكلاء في المنطقة ولكنها يمكن أن تبدأ مع الأُصلاء .

وفي تطور خطير   أقرّ الكنيست الإسرائيلي  قانونا يسمح لرئيس الوزراء ووزير الدفاع أن يتخذا سوياً قرار شنّ عملية عسكرية أو حتى خوض الحرب، من دون أن يحتاجا الى موافقة بقية الوزراء على مثل هكذا قرار، في خطوة تأتي وسط تزايد التوترات بين إسرائيل وعدد من جيرانها.

والقانون ينصّ على أن قرار شن عملية عسكرية أو خوض الحرب يقع على عاتق الحكومة الأمنية المصغّرة وليس الحكومة جمعاء.

ولكن القانون يتضمن فقرة تنصّ على أنه في “حالات قصوى” يمكن لرئيس الوزراء ووزير الدفاع أن يختزلا الحكومة الأمنية المصغرة بشخصيهما في ما خص قرار شن عملية عسكرية أو خوض الحرب وبالتالي يمكنهما أن يتخذا معا مثل هذا القرار من دون الحاجة الى موافقة أي شخص ثالث.

 

 

مقالات ذات صلة