ما الذي يخشاه نتنياهو من إستمرار مسيرة العودة

 حرير ـ تقرير خاص
نقلت القناة 12 في تلفزيون اسرائيل تهديدات وزير جيش الاحتلال افيغدور ليبرمان ضد قطاع غزة، كما بثت مجدداً تهديدات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بان قطاع غزة سيواجه ضربات غير مسبوقة في حال استمرت التظاهرات على الحدود. وهو ما يعتبر تصعيداً سياسياً كبيراً.
“دولة الاحتلال تخشى هذه المسيرة  المستمرة منذ 30 أسبوعا مضت كونها تمثل حراكا سلميا قانونيا جماهيريا، إذ يعتزم حشد أكبر قدر ممكن من الفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم في غزة والضفة والشتات الفلسطيني وحتى في دول العالم، من أجل تطبيق قرارات دولية ترفض إسرائيل تطبيقها”، يقول المحلل السياسي وسام أبو شمالة.

ويؤكّد أبو شمالة في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ الطابع السلمي لم تعتد عليه “إسرائيل”، ويضيف: “هذا كابوس يقلق الاحتلال في كيفية التعامل مع الفلسطينيين السلميين الذين يعتزمون العودة إلى ديارهم وقراهم متسلحين بالقانون الدولي والإنساني”.

وكانت مجلة “ناشينال إنترست” الأمريكية قد ذكرت في شهر حزيران الماضي إن مظاهرات “العودة”، التي انطلقت بغزة في الثلاثين من مارس الماضي، تُكبِّد الاقتصاد الإسرائيلي خسائر مالية طائلة ، إثر تطيير فلسطينيين طائرات ورقية حارقة أدت إلى إشعال حرائق بالغابات (في الأراضي الفلسطينية المحتلة)، ما يمكن اعتباره أول هجوم على “إسرائيل” من القطاع منذ عام 2014.

وعلى الرغم من ذلك، لا يبدو أن “إسرائيل” قادرة على وقف هذا النوع من الهجمات أو الرد عليها، أو حتى تقليل التكاليف المالية التي تُسببها.

وتضيف المجلة: “بدأت القصة عندما لجأ المتظاهرون الغزيون إلى الطائرات الورقية، وكان ذلك في أوائل أبريل الماضي، وبالبداية حملت الطائرات معها كتلَ فحمٍ أو خِرقاً زيتية تشتعل بعد أن تعبر الحدود، كما يستخدم المتظاهرون بالونات الهليوم والواقي الذكري من أجل الوصول إلى نقاط أبعد داخل حدود إسرائيل”.

وبحلول منتصف يونيو، أطلق المتظاهرون أكثر من 600 طائرة ورقية وبالون؛ ما أدى إلى اشتعال حرائق في الغابات والمحاصيل الزراعية، دون أن يُبلَّغ عن أي إصابات.

ووصلت المساحة التي تعرضت للحرق إلى أكثر من 8000 فدان. وقُدِّرت تكاليف تلك الغابات والمحاصيل المزروعة بنحو مليوني دولار، في حين بلغت مصاريف مكافحة الحرائق نحو 550 ألف دولار.

وبعد انطلاق مسيرات العودة الفلسطينية في مارس الماضي وإطلاق الشباب الفلسطيني لعشرات البالونات والطائرات الورقية الحارقة يوميا، مما كبد الاحتلال خسائر كبيرة، شرعت المقاومة الفلسطينية في مايو الماضي بإطلاق مسيرات العودة البحرية من ميناء غزة للتنديد بالحصار الاحتلالي للقطاع.

وتثير لمسيرات البحرية مخاوف إسرائيلية   حيث تحدثت وسائل إعلام عبرية عن إقامة الفلسطينيين مخيم بحري قريب للغاية من شاطئ بحر شمال قطاع غزة مقابل شاطئ زيكيم يهدف إلى حث المتظاهرين على التسلل إلى البحر وتحدي قوات البحرية الإسرائيلية.

وتشرع قوات الاحتلال الإسرائيلي في مهاجمة تلك المسيرات فور انطلاقها من قبالة شواطئ غزة خوفا من إقامة مخيمات بحرية بالقرب من مواقع إستراتيجية تابعة للجيش الإسرائيلي، سواء بشن هجمات من خلال إطلاق النيران وقنابل الغاز، إلى جانب احتجاز قوارب المسيرات واعتقال أفرادها، وذلك ما جعل قوات الاحتلال تهاجم المسيرة السابعة لكسر الحصار، والتي انطلقت مؤخرا ، بإطلاق وابل من النيران وقنابل الغاز تجاه المسيرة والتي انطلقت بمشاركة 55 قاربا.

مهاجمة جيش الاحتلال تلك المسيرات يرجع أيضا إلى سبب رئيسي بحسب المحللين  الفلسطينيين، كونه يطرح قضية اللاجئين الفلسطينيين وحق عودتهم إلى الأراضي التي هجروا منها عام 1948 على أجندة السياسة الدولية والإقليمية والمحلية، خاصة بعد تهميش الإدارة الأمريكية لتلك القضية من خلال وقف الدعم عن الأونرا- لتشغيل اللاجئين- إلى جانب الأحوال الاقتصادية القاسية التي يعاني منها القطاع في الوقت الراهن.

مقالات ذات صلة