عادل عوض): لن أشعر بتكريم والدي إذا لم يُكريم (عبد المنعم مدبولي) في جوائز (باكثير)

كتب: أحمد السماحي

أعرب المخرج المبدع (عادل عوض) لـ (شهريار النجوم) عن سعادته البالغة بتكريم والده الفنان الكبير (محمد عوض) في الاحتفالية التى يستضيفها المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية يوم الأثنين القادم 22 ديسمبر الجاري، تحت عنوان (الأديب على أحمد باكثير 115 عامًا من التأثير).

والتى من المقرر أن يكرم فيها 5 نجوم الذين جسدوا أعمالًا مأخوذة عن إبداعات (باكثير) على خشبة المسرح وشاشة السينما، وهم: الفنانة سميرة أحمد، الفنانة لبنى عبد العزيز، والنجوم الراحلون (أحمد مظهر، حسين رياض، ومحمد عوض)، تقديرًا لإسهامهم في نقل أدب باكثير إلى الجمهور العربي.

(عادل عوض): لن أشعر بتكريم والدي إذا لم يُكريم (عبد المنعم مدبولي) في جوائز (باكثير)
من المعروف أن السينما والمسرح إستلهمتا إبداعات (على أحمد باكثير) فى العديد من كلاسيكيات السينما والمسرح

وأضاف (عادل عوض) مخرج (تحت الصفر) و(كريستال) و(العقرب): رغم سعادتي بتكريم والدي لكنني أتمنى إضافة إسم عظيم في مجال الإخراج والتمثيل المسرحي وهو الفنان الكبير (عبد المنعم مدبولي) الذي أمتعنا بتاريخه الفني كمخرج وممثل.

والذي أبدع في إخراج مسرحية (جلفدان هانم) التى كتبها الأديب والشاعر اليمني المصري الكبير (أحمد علي باكثير)، وهو ـ أي مدبولي ـ الذي رشح والدي (محمد عوض) لبطولتها، ولو لم يتم تكريم (عبدالمنعم مدبولي) سأشعر أن والدي لم يٌكرم!

وذلك لأنني حزنت جدا عندما تم تجاهل والدي من قبل في كليب (نجوم المسرح) للمطرب (تامر حسني)، وليس معقولا أن أدافع عن فكرة التجاهل، وعندما يتم تجاهل رمز من رموز المسرح المصري، ومخرج مسرحية (جلفدان هانم)، أقف صامتا.

وقال (عادل عوض) مخرج فوازير (أيما وسيما): أتمنى من المهندس الشيخ (عبدالله أحمد بقشان)، رئيس مجلس مؤسسي مؤسسة حضرموت للثقافة أن يستجيب لندائي، ويسرع بإضافة إسم المخرج الكبير (عبدالمنعم مدبولي) لتكتمل فرحتي بتكريم والدي (محمد عوض) في هذه الإحتفالية الهامة.

من المعروف أن السينما والمسرح إستلهمتا إبداعات (على أحمد باكثير) فى العديد من كلاسيكيات السينما والمسرح منها أفلام (سلامة) و(واسلاماه) و(الشيماء)، وفى المسرح من خلال مسرحية (جلفدان هانم).

(عادل عوض): لن أشعر بتكريم والدي إذا لم يُكريم (عبد المنعم مدبولي) في جوائز (باكثير)
مشهد من مسرحية (جلفدان هانم)
(عادل عوض): لن أشعر بتكريم والدي إذا لم يُكريم (عبد المنعم مدبولي) في جوائز (باكثير)
هى واحدة من أهم مسرحيات فيلسوف الكوميديا (محمد عوض) التى قدمها عام 1962

تصادم هوايات الأهل والأبناء

عن مسرحية (جلفدان هانم) يقول (عادل عوض) هى واحدة من أهم مسرحيات فيلسوف الكوميديا (محمد عوض) التى قدمها عام 1962، ونظرا لنجاحها الشديد، أطلق على مولوده الجديد وقتها اسم (عاطف)، وهو اسم بطل المسرحية الكوميدية الاجتماعية الساخرة، التى تعرضت لمشكلة تصادم هوايات وميول الأهل والأبناء.

حيث دارت الأحداث حول (جلفدان هانم) سليلة إحدى العائلات العريقة، والتي تعيش مع ابنتها وحفيدها، وترملت بعد وفاة زوجها (وصفي) الذي كان أديباً كبيراً، وكانت تحبه بشدة، حيث لم تكن ترى أحداً غيره.

وتتمنى ليل نهار أن يصبح حفيدها أديباً كبيراً ومشهوراً مثل جده الراحل، وفي الوقت الذي ترغب في الحاق الحفيد بالجامعة لدراسة الأدب، يهوى هو دراسة الزراعة، ومنعاً من الدخول في صدام معها.

ويتكتم الجميع خبر دراسة (الحفيد) الزراعة، ويحرصون على اخفاء الخبر عن (جلفدان هانم)، وفي موازاة ذلك كان للحفيد علاقة صداقة مع أديب مغمور (عاطف الاشموني) الذي لعب دوره محمد عوض وهو متزوج من احدى قريبات أسرة (جلفدان هانم).

وألف العديد من الروايات والقصص، ولم يتمكن من بيع أي منها، وتنتظر (جلفدان هانم) ظهور باكورة انتاج حفيدها، وبعدما يطول انتظارها والحاحها عليه، يقترح كاتب حسابات الجدة (عبدالشكور أفندي) شراء احدى روايات (عاطف).

ويتم نسبها إلى الحفيد، في مقابل مبلغ كبير يوافق عليه (عاطف) خصوصاً وأنه فقير وفي أمس الحاجة إلى المال، وبعدما يعرض الحفيد الأمر على (عاطف) يرفض بشدة ان يبيع جهده ومعاناته.

ولكن زوجته (فوزية) تضغط عليه وتقنعه بالموافقة، ويتم عمل دعاية كبيرة للرواية حتى ذاع صيتها قبل نشرها، وبعد النشر تتحدث الأوساط الأدبية عنها.

وتقام الندوات والأحاديث الصحفية مع مؤلفها الوهمي، وهو ما يثير حفيظة وغيرة (الاشموني) الذي يثور على زوجته التي ضغطت عليه ليبيع ثمرة جهده، ويردد أمام الجميع أنه المؤلف الحقيقي للقصة، ويكتب على قميصه (أنا عاطف الأشموني مؤلف.. الجنة البائسة).

من المعروف أن المسرحية شارك في بطولتها بجوار (محمد عوض) مجموعة كبيرة من الفنانيين مثل (نعيمة وصفي) التى جسدت شخصية (جلفدان هانم)، وفيفي يوسف (الابنة)، وأشرف عبدالغفور (الحفيد)، والسيد راضي (عبدالشكور أفندي).

  

تأتي احتفالية (على أحمد باكثير) تكريمًا للإرث الأدبي والفكري والفني الذي تركه (باكثير)

احتفالية علي أحمد باكثير

تأتي احتفالية (على أحمد باكثير) تكريمًا للإرث الأدبي والفكري والفني الذي تركه (باكثير)، باعتباره أحد أعمدة الرواية التاريخية ورواد الأدب الإسلامي في العالم العربي، حيث جمع في أعماله بين العمق الإنساني والهوية العربية والإسلامية، وامتدت إسهاماته إلى مجالات الشعر والرواية والمسرح والترجمة.

وفي هذا السياق، أكد الشيخ (عبدالله أحمد بقشان)، رئيس مجلس مؤسسي مؤسسة حضرموت للثقافة، أن الاحتفاء بالأديب (علي أحمد باكثير) يأتي تقديرًا لقامة أدبية عربية استطاعت أن تمزج بين الجذور الحضرمية اليمنية والهوية الثقافية المصرية.. لتقدّم مشروعًا أدبيًا إنسانيًا تجاوز الحدود الجغرافية، وأسهم في إثراء الأدب العربي بأعمال خالدة لا تزال مؤثرة حتى اليوم.

وأشار (بقشان) إلى أن هذه الاحتفالية تمثل رسالة ثقافية تهدف إلى إعادة تسليط الضوء على رموز الفكر والأدب العربي، وربط الأجيال الجديدة بإرثها الثقافي، مؤكدًا أن باكثير يُعد نموذجًا للمثقف العربي الذي حمل قضايا أمته في أعماله الأدبية والفكرية.

وتتضمن الاحتفالية عرضًا مسرحيًا بعنوان (متحف باكثير) من إخراج المخرج المسرحي أحمد فؤاد، وهو عرض فني مستوحى من أبرز أعمال الأديب الراحل، ويشارك فيه عدد من المواهب الشابة التابعة لمؤسسة حضرموت للثقافة، في تجربة تهدف إلى إعادة تقديم أعمال باكثير بروح معاصرة.

وأكد القائمون على الاحتفالية أن هذا الحدث يمثل انطلاقة لمسار ثقافي ممتد، يهدف إلى تعريف الأجيال الجديدة بقيمة علي أحمد باكثير الأدبية والفكرية، وتسليط الضوء على تأثيره العميق في الوجدان العربي، إلى جانب دعم المواهب الشابة التي تسير على خطاه الإبداعية.

مقالات ذات صلة