
وقف إطلاق النار في غزة | خروق ودعم أميركي لموقف إسرائيل
حرير- في ظل تهديدات إسرائيلية مدعومة بمواقف أميركية، تتصاعد التوترات حول تنفيذ بنود وقف إطلاق النار الهشّ في غزة. تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وإبداء الرئيس الأميركي دونالد ترامب دعماً لإجراءات إسرائيلية محتملة ضد حركة المقاومة الفلسطينية “حماس” أعادا ملف تسليم الجثامين والالتزامات الإنسانية إلى مقدّمة مشهد وقف النار في غزة، محوّلَين خلافاً تقنياً إلى تهديد فعلي بإجراءات قد تقود إلى تصعيد جديد.
من جهتها، تؤكّد حركة المقاومة الفلسطينية “حماس” التزامها بالاتفاقات الموقّعة، وتحمّل تل أبيب مسؤولية تأخير عمليات انتشال الجثث، مشدّدةً على أنّ استخراج مزيدٍ من الجثامين يتطلّب معدات وأجهزة رفع أنقاض محظورة من الدخول بسبب قيود الاحتلال. الاتهامات المتبادلة بين الطرفين لا تقتصر على الجوانب الأمنية فحسب، بل تمتد لتشمل ملفّات إنسانية بالغة الحساسية قد تُعاد إلى دائرة الحرب الدموية.
يبقى وقف إطلاق النار الحالي هشّاً، وعلى الرغم من انخفاض وتيرة الغارات الإسرائيلية، فإنّ النقاط الخلافية، من تسليم الجثث إلى فتح المعابر وإدخال المعدات والإغاثة، تشكّل فخّاً دائماً يُهدّد بعودة العنف. في هذه الأجواء المتقلّبة تستمرّ الحاجة الملحّة، بحسب ما تطالب به حركة حماس، إلى ضمانات دولية ووصول فوري لمستلزمات البحث والإنقاذ، حفاظاً على البُعد الإنساني ومنعاً لانزلاق الوضع نحو موجةٍ جديدة من التصعيد.
على الصعيد الإنساني، دخلت إلى قطاع غزة، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، الأربعاء، 300 شاحنة محمّلة بالبضائع والمساعدات، وهو أكبر عدد يومي من الشاحنات يصل إلى القطاع منذ عودة العدوان الإسرائيلي، بحسب ما أفادت به مصادر حكومية وتجّار وعاملون في القطاع الإغاثي “العربي الجديد”. وثد توزّعت الشاحنات بين 230 شاحنة مساعدات إنسانية و70 شاحنة تجارية، وهو ما يعادل نصف الكمية اليومية المتفق عليها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، والذي نصّ على دخول 600 شاحنة يومياً حداً أدنى.