
كواليس استبعاد يامال.. مكالمة سرية بين دي لا فوينتي ونجم برشلونة تكشف كل شيء
حرير- كشفت تقارير صحفية إسبانية، اليوم السبت، عن تفاصيل مثيرة خلف الكواليس تتعلق باستبعاد لامين يامال، نجم برشلونة، من قائمة منتخب إسبانيا لمباراتي التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم المقبلة.
وأوضحت صحيفة “موندو ديبورتيفو” أن المدرب لويس دي لا فوينتي أجرى مكالمة شخصية وخاصة مع اللاعب يوم الخميس الماضي، قبل 24 ساعة فقط من إعلان قائمة “لا روخا”، ليبلغه بقرار استدعائه الرسمي، مع الإشارة إلى أنه لن يكون قادرًا على المشاركة بسبب الإصابة.
وأشارت إلى أن دي لا فوينتي تحدث مباشرة مع يامال عبر الهاتف، وأخبره بأنه سيُدرج اسمه في قائمة المنتخب، لأن البروتوكول يفرض ذلك ما لم يصدر نادي برشلونة بيانًا رسميًا يفيد بعدم جاهزيته.
وأكد المدرب للاعب الشاب أن أطباء الاتحاد الإسباني سيتولون تقييم حالته في مقر المنتخب بـ”لاس روزاس” بمجرد وصوله، وأنه إذا تبيّن أن حالته الصحية لا تسمح بالمشاركة، فسيتم إعادته فورًا إلى ناديه الكتالوني.
هذه المكالمة جاءت في ظل حالة من التوتر بين برشلونة والاتحاد الإسباني لكرة القدم، خاصة بعد تبادل التصريحات بين مدرب برشلونة هانز فليك ودي لا فوينتي، بشأن طريقة التعامل مع يامال في معسكر الشهر الماضي.
اتصالات متواصلة بين برشلونة والاتحاد
وخلال الأسبوع، شهدت العلاقة بين الطرفين سلسلة من الاتصالات المباشرة. فقد تحدث ديكو، المدير الرياضي لبرشلونة، مرارًا مع آيتور كارانكا، المدير الرياضي لكرة القدم للرجال في الاتحاد الإسباني، في محاولة لتهدئة الأجواء والتوصل إلى صيغة تفاهم بشأن اللاعبين الدوليين.
في البداية، كانت المكالمات تستهدف تخفيف التوتر بعد تصريحات فليك، ثم انتقلت لاحقًا لمناقشة وضع اللاعبين القابلين للانضمام إلى المنتخب. واستمرت هذه المشاورات حتى الساعات الأخيرة قبل إعلان القائمة، لكن على الرغم من وضوح حالة يامال البدنية، لم يصدر برشلونة أي بيان رسمي يوضح تفاصيل إصابته، لا بعد مباراة باريس سان جيرمان في دوري الأبطال، ولا حتى مساء الخميس السابق لإعلان القائمة، كما لم يرسل التقرير الطبي المطلوب إلى الاتحاد الإسباني في الوقت المحدد.
نتيجة لذلك، وجد دي لا فوينتي نفسه مضطرًا لإدراج اسم يامال في القائمة الرسمية، التزامًا باللوائح، رغم علمه المسبق بعدم قدرة اللاعب على خوض المباريات المقبلة بسبب معاناته من آلام في منطقة العانة. ومع ذلك، لم يدم الموقف طويلًا، إذ أعلن الاتحاد الإسباني مساء الجمعة، عند الساعة الثامنة تقريبًا، عن استبعاد اللاعب رسميًا بعد تلقي التقرير الطبي من برشلونة، والذي أوضح تفاصيل إصابته.
في البيان الذي أصدره الاتحاد الإسباني لكرة القدم، تم التأكيد على أن قرار الاستبعاد جاء وفق البروتوكول المعتاد، وأن الأولوية دائمًا هي صحة اللاعبين. وأضاف البيان بلهجة تحمل رسالة ضمنية إلى برشلونة: “حرصًا على ضمان تعافي اللاعب بشكل سريع ودون أي مخاطر، وكما هو الحال مع جميع لاعبي المنتخب الإسباني، تم اتخاذ قرار إلغاء استدعائه”.
دي لا فوينتي يدافع عن نفسه
وفي مؤتمره الصحفي يوم الجمعة، واجه دي لا فوينتي أسئلة الصحفيين بشأن الاتهامات الموجهة إليه من هانز فليك مدرب برشلونة، حول مسؤوليته في تفاقم إصابة يامال خلال معسكر الشهر الماضي. ورد المدرب الإسباني قائلاً: “لا يوجد خلاف على الإطلاق مع فليك. فوجئت بتصريحاته، خاصة أنه شخص عمل من قبل مع المنتخبات الوطنية ويعرف جيدًا كيف تُدار الأمور”.
كما شدد المدرب على أنه لم يدفع بلاعب مصاب في أي مباراة طوال مسيرته، موضحًا: “كل ما في الأمر أن لامين شعر بآلام بعد انتهاء مباراة تركيا. لم يكن مصابًا قبلها، ولم أقم مطلقًا بالمجازفة بإشراك لاعب غير جاهز”.
وأضاف بحزم: “لم أرتكب أي خطأ بشأن يامال. دوري هو استدعاء اللاعبين الجاهزين بدنيًا فقط، وأقوم باستبعاد أي لاعب إذا تبين وجود مخاطرة. هذا هو المبدأ الذي أتبعه دائمًا”.
دي لا فوينتي أوضح كذلك أن الجهاز الفني للمنتخب الإسباني يتواصل بانتظام مع الأندية بشأن حالة اللاعبين الدوليين، قائلاً: “إذا أبلغنا أي نادٍ بوجود مشكلة لدى لاعب، فإننا نقوم مع الجهاز الطبي بتقييم الوضع. في حالة يامال، كانت الاتصالات مستمرة، وسنرى كيف ستتطور حالته خلال الأسابيع المقبلة”.
يامال.. نجم استثنائي في سن مبكرة
ورغم كل هذا الجدل، يبقى لامين يامال أحد أبرز المواهب التي أنجبتها الكرة الإسبانية في السنوات الأخيرة. اللاعب، الذي لم يتجاوز الـ17 من عمره، دخل تاريخ المنتخب الوطني من أوسع الأبواب، بعدما أصبح أصغر لاعب يشارك في مباراة رسمية بقميص “لا روخا”، وأصغر هدّاف في تاريخه، وذلك خلال تصفيات يورو 2024.
كما لعب دورًا محوريًا في قيادة إسبانيا للتتويج بلقب اليورو العام الماضي، بعدما قدم أداءً مبهرًا أمام منتخبات أوروبية كبرى. ولم يتوقف تألقه عند ذلك، إذ ساهم بشكل كبير في وصول منتخب بلاده إلى نهائي دوري الأمم الأوروبية 2025، قبل أن يخسر أمام البرتغال.
استبعاد يامال من معسكر أكتوبر 2025 لا يقلل من قيمته، بل يعكس حرص المنتخب الإسباني على الحفاظ على سلامته، خاصة أن أمامه مستقبلًا طويلًا وحافلًا بالإنجازات. فاللاعب الذي تحول بسرعة إلى “نجم إسبانيا الأول”، يُنظر إليه كأحد الأعمدة الرئيسية لمستقبل المنتخب في السنوات المقبلة.
وبينما تسعى إسبانيا لتأمين بطاقة التأهل إلى كأس العالم 2026، سيبقى ملف يامال تحت المجهر، ليس فقط لكونه موهبة نادرة، بل لأنه أصبح في فترة قياسية أحد أهم عناصر المشروع الكروي للمنتخب الإسباني.