
إتفاق صاغه بلير ليس جديرًا بالثقة
حاتم الكسواني
أن المتابع لكل ما ينطق به مبعوثو السلام الامريكيون لمنطقتنا يكتشف النظرة الدونية التي ينظرون بها إلى شعوبنا وانظمتنا السياسية ، وهم وفق نظرتهم العنصرية هذه يفترضون أن نذعن لمطالبهم لا أن نناقشها ، فمثلا نجد توم باراك المبعوث الأمريكي للسلام في لبنان يهين الصحفيين اللبنانيين في مؤتمر صحفي بكل وقاحة بالقول لهم إذا بقيتم تتصرفون بهمجية فإنني سانسحب من هذا المؤتمر ، ويعود مرة أخرى بتصريحات صحفية ليؤكد نظرته العنصرية الدونية لمجمل دولنا وشعوبها بوصفها ليست دولا بل انها تجمعات عشائرية اوعائلية أودينية أوقبلية لا ترقي إلى أن تشكل أمة.
اما توني بلير مهندس اتفاق وقف الحرب الهمجية الصهيونية على غزة الذي نصب نفسه حاكما عليها وفق الإتفاق لمدة 5 سنوات فالطالما نضح بتصريحاته العنصرية وحقده على الأمة العربية التي اذاقها مرارة الإحتلال والقتل نتيجة دعواته بالتدخل العسكري في العراق وليبيا تحت ذرائع واكاذيب متنوعة أسفرت عن ترميل مليون إمرأة عربية وتيتيم أربعة ملايين طفل عراقي .. ناهيك عن نشر الفوضي الدموية التي مازالت تعاني منها ليبيا حتى يومنا هذا ، ولم تخلو دعواته إلى التدخل العسكري في سوريا وإيران مما أصابهما من فرض عقوبات وإعتداءات عسكرية متكررة ادت إلى سفك لدماء أبنائها وهدم إقتصادياتها وإستقرارها .
ومازال بلير يدعو في كل محاضراته وإستشاراته إلى تخريب الدول العربية والإسلامية وتعزيز النزاعات الطائفيةوتفجير الحروب الأهلية ونشر الفوضي فيها وبين مختلف طوائفها ومكوناتها العرقية .
فكيف نثق بما ينتج عن خطط وافكار هذا الحاقد العنصري. وكيف نقبل أن يكون مندوبنا السامي الجديد. وماذا ننتظر بعد خمس سنوات من حكمه وسيطرته إلا الخراب وتحقيق احلام نتنياهو وكيانه الصهيوني الذي لم يتخلى عن وقاحته وإجرامه وعنصريته في خطابه في مجلس الأمن الدولي معلنا إستمرار نهجه الإبادي وتوجهه لممارسة سياسات الفصل العنصري،ضد أبناء الشعب الفلسطيني .
إن جهود كل الحاقدين العملاء للكيان الصهيوني من باراك إلى وتكوف إلى العنصري مايكل هكبي سفير أمريكا بإسرائيل فتوني بلير وكوشنير ماهي إلا جهود مسعورة لإنقاذ إسرائيل المتهاوية اخلاقيا وإقتصاديا والمفككة مجتمعيا ، والمحاصرة من كل شعوب العالم التي اكتشفت الاعيبها واكاذيبها وزيف سرديتها .
فبمجرد توالي دول العالم بالإعتراف بدولة فلسطين تحت الضغط الشعبي على برلماناتها وحكوماتها سارع محور الشر الدولي للاجتماع لإيجاد مخرج للعدو الصهيوني مما أوقع نفسه فيه من عداء من كافة شعوب العالم الحر ليخرجوا علينا بهذه الخطة المكونة من 21 نقطة لحكم غزة دون التطرق لأمر ولادة الدولة الفلسطينية التي يعترف بها 157 دولة من أصل 193 من أعضاء هيئة الأمم المتحدة وهو أمر سيطيل زمن تاخير ولادة الدولة الفلسطينية حتى يجدوا المخارج والخطوات ويحيكوا المؤامرات للعودة بنا إلى وضع العالق بين ماراثون المفاوضات غير المنتجة والوعود الكاذبة .
فالحذر.. الحذر .. ولا لتوني بلير وغيره للتدخل بحق تقرير مصير الشعب الفلسطيني .
الفلسطينيون شعب كفاءات ناضج ويستطيع أن يحكم نفسه بنفسه شريطة عدم التدخل بشؤونه وإعطائه الفرصة الكاملة لاختيار قياداته وبناء مؤسساته الوطنية .