
الأرض اليباب
محمد عماره العضايلة
اليباب في العربية تعني الأرض الخراب وهي تعبير عن الأرض التي دمرتها الحروب والكوارث.
إنها عنوان قصيدة للشاعر الانجليزي ت. س. اليوت والتي جاءت تعبيرا عن خيبة الأمل للأجيال مابعد الحرب العالمية الأولى وتصورا عالميا مثقلا بالخوف وفقدان الأمل بالغد لأنها صورة للقتل والدمار الذي أصاب دولهم جراء الحرب انها صورة جديدة للدمار والابادة تجددت في غزة وتحمل بصمات مثلث الشر والعدوان ” الصهيونية العالمية المكونة من دولة الاحتلال واميركا والغرب المستعمر “إنها غزة وارشيفهم المخزي والذي يندى له الجبين كرها وعارا .
أرض اليباب إنها غزة التي تحول ترابها الطهور إلى مسحوق ابيض من عظام اهلها ” اطفالا وشيوخا ونساء ” تحول إلى رماد لا نجد فيه الا بقايا من خصلة جدولة لفتاة كانت تحلم بحياة وردية …
أرض رماد فيها بقايا لورقة لم تتحلل لونها اصفر محروقة الأطراف خطتها أنامل طفل صغير يموت عطشا وقد رسم عليها صورة “لحنفية ‘ ماء لا ماء فيها ولا حياة … انها صور لعالم حاقد فقد ماء وجهه ولا يعرف الا القتل الدمار والقتل .
غزة هي الأرض اليباب او أرض الرماد الأرض التي احرقتها نيران الشر والبغي والعدوان .إنها الأرض التي لم يبق فيها سوى اجساد أبنائها الابطال او اظافر اصابعهم التي انتزعتها نيران الحقد من أبناء الأفاعي لكنها رغم كل صور الحقد ستنبت يوما وردا احمرا بلون دمهم الزكي وستكون اجسادهم نصب الحرية الذي تهتدي به الشعوب لا نصب الحرية الكاذب الذي يتوسط نيويورك الذي لا يعرف للحرية معنى ولا لحقوق الإنسان فهي شعارات فارغة جوفاء .
اجساد اهل غزة التي احرقتها نيران الحقد ستبقى وصمة عار تطاردهم ومن رماد اجسادهم يعود طائر الفنيق للحياة فهم لا يعرفون الا النصر او الشهادة إنها صور تنير الطريق لكل المعذبين في الأرض فها هو شاب يصرخ بأعلى صوت بأن أخاه الذي ذبح من الوريد إلى الوريد يصرخ ويقول ” ماستشهدش…لسه حي حي ..” صراخ كله حزن والم ليقترب منه المسعف ويقول له ان أخاك استشهد ” هو باع والله اشترى ” يا الله …يا الله كم هي كبيرة ومؤلمة وموجعة
…انها فعلا تجارة رابحة فهو باع والله اشترى مصداقا لقوله تعالى ” ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم واموالهم بأن لهم الجنة فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن……” صدق الله العظيم. انها تجارة رابحة لتحرير الأوطان والأمة فهم لايبيعون نفطا ولا غازا ولا ذهبا ولا فوسفات.. ولاغيره إنهم يبيعون أنفسهم من أجل الحرية والكرامة التي ضيعناها … انهم يحترفون الصحوة في زمن عز فيه الشرف والنخوة الا منهم فتراب غزة الطهور الذي يحمل لون الدم وعظام اهلها البيضا ء النقية لأنها وسام شرف هذا الذي فقدناه كأمة ولانقول الا كما قال الكبير محمود درويش:
أيها المارون بين الكلمات العابرة
احملوا اسماءكم وانصرفوا
منكم الفولاذ والنار …ومنا لحمنا
خذوا حصتكم من دمنا وانصرفوا
اخرجوا من ارضنا
من برنا…..من بحرنا
من قمحنا…..من ملحنا …من جرحنا
وعلينا ،نحن، …ان نحرس ورد الشهداء
وعلينا،نحن، ان نحيا كما نشاء



