إسرائيل الداعشية

جهاد المنسي

حرير- تشارف الهدنة في قطاع غزة على نهايتها، بالتزامن، توجد جهود وتحركات عالية المستوى لتمديدها، وبعد ان أتيح المجال لمعاينة آثار الدمار النازي الذي خلفته الطائرات الاسرائيلية على الأرض، وما خلفته من مآس إنسانية لا أخلاقية، ارتفع اليقين ان هذا الكيان الصهيوني انما يسع لحرب إبادة عنصرية نازية، وحرق قطاع غزة وساكنيه.

وعند الاستماع لتصريحات قيادة الكيان الفاشي وتصريحاتهم العنصرية في التعامل مع الفلسطينيين يرتفع يقيننا ان هدف الاحتلال الابدي هو ابادة الشعب الفلسطيني دون تفريق بين طفل ورضيع وامرأه وطاعن في السن وشيخ وشاب، وان رؤيته العامة هي إقامة دولته المزعومة من النيل الى الفرات.

اما عندما نستمع وتتابع ارهاصات الداخل الاسرائيلي والاغاني التي يرددها اطفالهم والتي اطلقت لمناسبة يوم الطفل العالمي، وتدقق في فحوى تلك الكلمات التي تدعو لقتل الفلسطينيين وابادتهم وشرب دمائهم، نتأكد ان هذا الاستعمار الصهيوني لا يعرف انسانية ولا قيما اخلاقية ولا يفرق بين طفل وشاب، ويتعامل مع الفلسطينيين وفق نظرة عنصرية عبرت عنها قياداته وجنوده واطفاله ونسائه.

يستمع العالم لتلك الأغاني العنصرية الداعشية، فتصمت كل منظمات حقوق الطفل والانسان، ولا نسمع أي ردة فعل جراء ما ينشره الكيان من اغان عنصرية كريهة تنبئ عن نفس داعشية مقيتة، وبالتزامن تصمت عواصم العالم الذي يعتبر نفسه متحضرا عن تصريحات فاشية يطلقها وزراء في الحكومة الاسرائيلية، ويجدون لذلك مبررات لا تنتهي، وعندما ترفض دول مثل اسبانيا وبلجيكا القتل الجماعي الذي تمارسه آلة القتل الإسرائيلية يجن جنون تل ابيب، وتوبخ سفراء تلك الدول.

يصمت الجميع، ويبرر البعض ما تقوله اسرائيل وتصرفاتها تحت عنوان حق الدفاع عن النفس، وعندما تخرج صحيفة عبرية لتخبر العالم اجمع وفق افادات الشرطة الصهيونية ان الجيش الاسرائيلي قتل الكثير من الصهاينة يوم السابع من اكتوبر، وان حماس والقسام لم يقتلوا عدد كبير منهم، نعرف يقينا ان اولئك لا يريدون الحقيقة وانما يبحثون عن مبررات لمساعدة اسرائيل في ابادتها الجماعية بحق سكان قطاع غزة.

بالمقابل نجح الأردن الرسمي بوضوح في التعامل مع السردية الصهيونية، وتبديدها، والتأشير ان القضية الفلسطينية والصراع لم يبدأ يوم السابع من أكتوبر على وجه التخصيص، وانما بدأ قبل ذلك بكثير، فذهب الأردن الرسمي عن الأسباب التي أوصلت العالم قاطبة لما وصلنا اليه اليوم وهو وجود الاحتلال، وعدم تفاعل الصهاينة مع القرارات الدولية والتنكيل والقمع الذي يمارس بحق الشعب الفلسطيني منذ عشرات السنين، والتعدي على المقدسات والتنكيل بالمصلين، واسر قطاع غزة كله في سجن كبير وحرمانه من حقه بالحياة على مدار اكثر من 15 عاما.

عمليا فإن الهدنة الانسانية كشفت الوجه الداعشي القبيح للكيان، وحجم الحقد الذي تعتمره على الشعب الفلسطيني بأكمله، والذي وصفهم وزير صهيوني يوما بـ”الحيوانات البشرية” فيما دعا وزير آخر لإلقاء قنابل نووية عليهم وابادتهم.

العالم عليه الاستدارة وإعادة النظر في سردية الصهاينة التي ثبت زيفها، وعدم مواصلة السكوت عليه، والا فإننا سنكون امام شريعة غاب تتأصل يوما بعد يوم، وعليه ملاحظة عنصرية الكيان ونازيته وحجم رفضهم للآخر، وهذا يتطلب اجراءات رادعة فورية تعادل تلك التي حصلت ابان سياسة الفصل العنصري في جنوب افريقيا، ويتطلب ذلك الالتفات لقدرة الكيان الاستعماري النووية، واتخاذ قرارات تتضمن نزع تلك القدرة خوفا من استخدامها في ابادة الشعوب وتعزيز العنصرية، فهل يعقل تجمع كل دول العالم ضد العراق بهدف نزع اسلحة الدمار الشامل المزعومة وترك الكيان بأسلحته النووية وقدراته التدميرية دون ان يتحرك احد لوضع حد له.

اما تلك التصريحات التي تخرج من قيادات الاحتلال والتي تدعو لتهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية للأردن وسكان القطاع لمصر، فبالقدر الذي تنم تلك التصريحات عن عقلية اقصائية عنصرية فاشية، فإن تلك السياسة اثبتت فشلها من خلال صمود الفلسطينيين على ارضهم، وتوحد الأردن رسميا وشعبيا وبرلمانيا في صف واحد ضد تلك السياسة العنصرية، فالأردن عصي وسيبقى خنجرا في خصر مخططات الصهاينة.

مقالات ذات صلة