
بعد 150 عاما.. هل هناك حقا بديل لقناة السويس؟
حرير- استغلت جهات عديدة حادثة جنوح سفينة الحاويات البنمية العملاقة “إيفر غيفن”، وتعطيلها لحركة مرور السفن عبر قناة السويس، للحديث عن بدائل للممر المائي المهم بالنسبة للتجارة العالمية، كما بدأت دول في الترويج لمشروعاتها البحرية.
ونجحت السلطات المصرية في تعويم السفينة البنمية العملاقة الاثنين الماضي، بعد جهود استمرت قرابة 6 أيام، ليتنفس الاقتصاد العالمي الصعداء، ولتمضي الحاويات التجارية إلى مسارها.
وفي غضون الأزمة، روجت روسيا لطريقها “بحر الشمال” كطريق بديل لمسار قناة السويس، وعددت وزارة الطاقة الروسية أهميته بأن “لديه إمكانية هائلة لتوسيع حجم نقل البضائع من آسيا إلى أوروبا، بشكل كبير”.
ولم تفوّت إيران هي الأخرى الفرصة، ودعا سفيرها لدى موسكو، كاظم جلالي، إلى ضرورة تفعيل ممر “شمال -جنوب” بدلا عن قناة السويس.
وكتب جلالي عبر حسابه على “فيسبوك” السبت الماضي: “إن الإسراع في إكمال البنى التحتية وتفعيل ممر (شمال – جنوب) كبديل عن قناة السويس يحظى بالأهمية أكثر مما مضى، إذ أنه يختصر الزمن حتى 20 يوما، والتكاليف حتى 30 في المئة، ويعد خيارا أفضل كبديل عن قناة السويس في مجال الترانزيت”.
ونشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية في تقرير الخميس، بأن أزمة جنوح السفينة “إيفر غيفن” أحيت جهودا دولية لإيجاد ممر مائي بديل لقناة السويس، لعبور السفن التجارية.
ورغم عدم تعليق مصر رسميا حتى الآن، على تقرير الصحيفة البريطانية، فإن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أشار في خضم الاحتفال بنجاح تحرير السفينة الجانحة، إلى هذه البدائل المطروحة، بالتأكيد على أن قناة السويس “قادرة وباقية ومنافسة”.
وأوضح السيسي أن قناة السويس ترسخت في حركة التجارة العالمية، و”الأزمة الأخيرة أعادت التأكيد على الدور الكبير والأهمية الكبيرة لواقع مستمر منذ 150 عاما”، مضيفا: “رب ضارة نافعة”.
وفي وقت سابق، شدد رئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع، في تصريحات لـ”سكاي نيوز عربية”، على أن قناة السويس يعبر منها نحو 12 في المئة من حجم التجارة العالمي، والحديث عن بدائل لا يقلل من أهميتها التاريخية والدائمة، ولن يستطيع أي محور منافستها بأي حال من الأحوال.


