ملاحظات عابرة حول النووي… عبدالله مبيضين

لا اعتقد أن رواتب “طوقان” كانت تستحق عناء النقاش في الفترة الماضية، في وقت كان يجب أن يناقش فيه المشروع النووي، حيث يمكن تسجيل الملاحظات التالية:

– لم يتحقق أي وعد من وعود طوقان حتى الآن، وبامكان أي أردني الرجوع لتصريحاته الصحفية لآخر عشر سنوات.

– بدأ التفكير بانشاء المفاعل النووي في الأردن بسبب اكتشاف نسب من اليوراينوم في بعض مناطق الأردن، وهو أمر مستغرب، حيث أن وجود نسب مشجعة لاستخراج اليوراينوم أمر يشجع على التعدين لا على بناء المفاعلات، وهو الثروة الحقيقية التي كان يجب أن تأخذ مساحة من الاهتمام

– بعض التقارير التي اصدرتها شركة اريفا الفرنسية أفادت فيما بعد بأن النسب التي تم الإعلان عنها في بدايات التفكير بالمشروع غير دقيقة، وبالتالي كان يجب أن تتوقف عند هذه النقطة …

– لم يتم حتى الآن تقديم تفسير منطقي للانتقال في الاتفاقات من دولة إلى أخرى .. ومن تكنولوجيا لأخرى …

– ليس لدى الأردن إمكانات مادية لشراء المفاعلات، أما الحديث عن قروض فهذا امر يحتاج إلى ضمانات وهي غير متوفرة، أما مسألة الشريك الاستراتيجي فهي اختراع غير مقنع .. خصوصا عندما يتعلق الموضوع بمشروع سيادي …

– المفاعلات النووية تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه من أجل عمليات التبريد، وعدم توفر المياه هي واحدة من مشاكل الأردن الكبيرة

– انتاج الكهرباء من المفاعلات النووية يحتاج إلى محطات وشبكات خاصة لنقلها وهي كلفة اضافية لم يتم التطرق لها .. وتم تجاوزها دون تدقيق …

– هناك خلاف واضح على موقع المفاعل

– لا يوجد دراسة للأثر البيئي

– القيمة المالية لانتاج الكهرباء من المفاعلات نحتاج إلى أقل منها لانتاج نفس القدر من الكهرباء من المصادر البديلة الصديقة للبيئة، مثل الشمس والرياح والميثان …

– الطاقة البديلة من الرياح والشمس والمياه والميثان تحتاج إلى قيمة أقل ووقت أقل

– من الصعب المحافظة على أمان خطوط المياه والكهرباء بسبب طولها وبسبب عدم استقرار الممارسات الادارية الاحترافية المتعلقة بالامور الفنية ..

– المفاعل البحثي خسارة مادية كبيرة، كان بالامكان تدريب كل من نريد تدريبه وزيادة في اي دولة بالعالم في أقل من عشر قيمة المفاعل التجريبي

الخلاصة:

لا يوجد نسب تجارية من اليورانيوم في الاردن، ولو وجدت بالامكان الاستفادة منها واستخلاصها وبيعها، وهي مسألة لا تتطلب استنزاف سنوات طويلة وميزانيات كبيرة لانتاج مفاعل لا يوجد حتى الآن اي مقوم منطقي لتأسيسه.

كما ان الاردن يفتقر تماما للمياه اللازمة لتبريد المفاعلات، وللأموال اللازمة لبناء المشروع، إضافة إلى الافتقار للخبراء في التخصصات المباشرة والموازية والمرافقة والداعمة (عدد المبتعثين لا يكفي ابدا).

– يتوفر في الاردن مساحات شاسعة يمكن من خلالها استغلال الشمس لانتاج الطاقة الكهربائية المطلوبة، كما يتوفر بالاردن مناطق مناسبة لتوليد الكهرباء من الرياح، واصبحت التكنولوجيا متوفرة وارخص من السابق ولدينا خبراء في هذا المحال وتحتاج لانجازها لفترات زمنية اقل بكثير من المفاعل …

يضاف الى ذلك، سهولة الحصول على منح وقروض لتمويل مشاريع انتاج الطاقة من الميثان والمياه والرياح، وهي مصادر خضراء مدعومة دوليا، لكن من الصعب جدا الحصول على قروض لبناء المفاعل وتوفير ضمانات للقروض …

مقالات ذات صلة