إنهم يضحون بالناس…. حاتم الكسوانى

من المعيب جدا عندما نقودك الأقدار لأحدى مستشفيات القطاع الخاص لإجراء صور شعاعية تمهيدا  لعلاج حالة دسك لفرد من أفراد أسرتك ان تجد المتوافدين من مرضى كورونا لا يلتزمون بتعليمات المستشفى لهم بضرورة التواجد بمنطقة العزل ريثما تظهر نتائج فحصهم بل انهم يتجولون بين مرضى الطوارئ من مختلف الحالات دون كمامات وهم يتجاذبون أطراف الحديث بواسطة الهاتف النقال مع أشخاص آخرين ويتمخترون وكأنهم في متاهة يبحثون عن طريق  الخروج منها ، ودون ان ينبههم اي مسؤول طبي بخطورة سلوكهم على الآخرين.

وعندما تجد شركات كبرى تصر على دوام مستخدميها المصابين بالكورونا رغم حتمية نقلهم العدوى لزملائهم ، تلك العدوى التي وصلت إليهم بذات الطريقة ، ناهيك عن نقلها لأسرهم وأطفالهم الذين سينقلونها لحلقات أخرى من المواطنين في مواقع العمل والمنزل والشوارع ودور الحضانة… وهكذا دواليك

ونتسائل ياسادة ياكرام :

لماذا تدفن الحكومة رأسها في الرمال كما يفعل النعام حتى لا ترى الخطر الداهم للمجتمع او لتغض الطرف عنه ؟!

لماذا لا تتحلى الحكومة بالشجاعة وتقول نحن نريدها مناعة القطيع لأننا لا نقدر على كلف الحظر بمختلف أشكاله؟!

وثمة قضية إنسانية بالموضوع، تلك التي تمثلت بتضحية أصحاب القطاعات الإنتاجية  ببقية فئات المجتمع وافراده بما فيهم أنفسهم وعائلاتهم في سبيل عدم كساد أعمالهم عملا بمنطق

فالأسلم انا ، وليكن من بعدي الطوفان” لدرجة انهم لا يتقبلون حجرا ليوم واحد في الأسبوع أو حتى حجرا محددا بساعات متأخرة من الليل.

ويبدو ان هذه  الرغبة الأنانية قد إلتقت مع رغبة الحكومة للوصول إلى مناعة القطيع  وكأننا نصف هذه الحالة بعبارة

” إنهم يضحون بالناس”

مقالات ذات صلة