لبنان وموسم الكذب الإعلامي… حاتم الكسوانى

تدور في لبنان والوطن العربي رحى معركة من الكذب الإعلامي بين وسائل الإعلام الإصطفافية والحزبية والطائفية ، حيث تعمل كل منها لإقناع المقهور العربي بوجهة نظرها وأجندتها.

وتدخل وسائل الإعلام الإسرائيلية والشخصيات الإتصالية الخبيرة بالشؤون العربية كلاعب رئيسي في تضليل المقهور العربي وإيصاله إلى حالة عدم اليقين التي تزيد من قهره وإرتباكه.

فكل وسيلة من وسائل الإعلام الإصطفافية تعمل جاهدة لتلبيس الطرف الآخر ” المعادي” المسؤولية عن إنفجارات مرفأ بيروت.

فلماذا لا تكون إسرائيل عن طريق عملائها هي من خططت لتخزين المواد المتفجرة ومادة النيترات في مرفأ بيروت ثم فجرته.

لماذا لا يكون كل المخزون لحزب الله وكانت الفاجعة من صنعه

لماذا لا تكون قوات سمير جعجع او كتائب آل الجميل او حتى إشتراكي جنبلاط او تقدمي الحريري او امل برى سببا من أسباب ما آلت إليه الأمور حتى حدوث إنفجارات المرفأ…. فكلهم أصحاب عورات وأجندات حزبية و خاصة و إصطفافية.

فمثلا تكتظ وسائل الإعلام بمقالات ومواد تحمل حزب الله كامل المسؤولية عن تفجيرات المرفأ كمقالة اللبناني أدوار حشوه و الإسرائيلي مردخاي كيدار وعدد ليس قليل من المحطات الحزبية اللبنانية والإصطفافية العربية والناطقة باللغة العربية، وكل برواية وتصور يخرج من نبع واحد.

بالمقابل هناك من يدافع عن موقف حزب الله من كتاب وقنوات حزبية لبنانية و إصطفافية عربية يقف على رأسها تلفزيون الميادين الذي تموله وترعاه الجمهورية الإيرانية.

وعليه فإنه من المناسب لنا في هذه الفترة الحذر من التسرع في تشكيل الإنطباعات و التعامل مع كامل وسائل الإعلام التي تعيش مع بعضها البعض حالة حرب إعلامية طاحنة .

فهناك هجمة شرسة غربية أمريكية صهيونية ضد حزب الله بأدوات لبنانية، يقابله هجمة دفاع عن النفس وتنصل من الإتهامات تقودها وسائل إعلام موالية لحزب الله.
و نحن لا بد أن نكون موضوعيين وحياديين ونرجع كل شخص إلى تاريخه لفهم أبعاد مواقفه وأرائه التي يتخذها حيال قضية التفجيرات.

أيضالا بد لنا من عدم إعادة الروايات بمجرد وصولها إلينا دون فحص وتمحيص كإعادة الرواية الإسرائيلية المخابراتية التضليلية التي تشكل جزءا من اللعبة الإعلامية في إرباك المواطن” المقهور” اللبناني والعربي فتعدد الروايات لذات القصة وبعدة أساليب ومن خلال اكثر من وسيلة يصنع تكرارا يخدم هدف رواتها حسب النظرية الإعلامية القائلة بأن التكرار يؤدي إلى تشكيل القناعات وصنع السلوكيات الجديدة المؤيدة او المعادية

وحتى لو كانت الروايات صادقة او كاذبه يجب علينا عدم تكرارها في حالة عدم التيقن من مدى صدقها أو كذبها

فجوبلز وزير الدعاية النازية يقول بأن تكرار الكذب يجعله بمثابة الرواية الصادقة
“إكذب واكذب واكذب فلا بد أن يصدقك الآخرون”

مقالات ذات صلة