
لا لأفخاخ أمريكا… حاتم الكسواني
قبل مدة وجيزة حضر السفير الصيني إلى غرفة صناعة عمان متحدثا عن مزايا التفاعل مع مشروع الصين الإقتصادي الكبير “الحزام والطريق ” وقدم للصناعيين الأردنيين هدية تمثلت بتخصيص جناح مجاني لمشاركة الأردن في معرض الصين الدولي للاستيراد في “شنغهاي “.
في هذا اللقاء شككت شخصيا بالنوايا الحسنة الخالصة لمشروع الصين الكبير ” الحزام والطريق ” معتبرا هذا المشروع مشروعا إقتصاديا يصب في مصلحة الصين ويهدف إلى إيصال فيض إنتاجها إلى الدول التي تغطيها هذه المبادرة وهي أكثر من (68) دولة، بما في ذلك 65٪ من سكان العالم ، و يقدر أنّها ستدرج ضمن أكبر مشاريع البنية التحتية والإستثمار في التاريخ إذ تركز هذه المبادرة على الإستثمار في البنية التحتية و التعليم ومواد البناء والسكك الحديدية والطرق السريعة والسيارات والعقارات والطاقة والحديد والصلب.
ويكتشف المراقب الإقتصادي بأن هذا المشروع مشروعا إقتصاديا تنفذه الصين لأنها تفكر بجيبها وبمصالحها الإقتصادية وهو يأتي كواحد من أدواتها في الصراع الإقتصادي مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وعندما أرادت الولايات المتحدة الأمريكية ان ترد الصاع صاعين للصين فقد لجأت إلى فرض رسوم ضريبية على بعض السلع الصينية التي تدخل إلى الأسواق الأمريكية.
ولتطوير أدواتها في الصراع مع الصين تفتقت العقلية الأمريكية عن فكرة زج الأمة الإسلامية في صراعها الإقتصادي مع الصين فبدأت بإيقاعنا بفخ مقاطعة البضائع والسلع الصينية نصرة لمسلمي الإيغور الذين تعسف بهم الصين وتصادر حرياتهم الدينية والفكرية، وذلك بنشر وسائل إعلامها تقارير صحفية تبرز معاناة مسلمي الإيغور في الصين .
ولم تكتفي الولايات المتحدة بتقاريرها الصحفية ضد الصين بل أن دوائرها الألكترونية صدرت لنا وسوم تحث على مقاطعة السلع الصينية لتداولها فيما بيننا.
وبهذا نصبح نحن أداة من أدوات الحرب الإقتصادية الأمريكية ضد الصين، بينما كان الأجدى ان يكون الفعل فعلا دبلوماسيا إسلاميا شاملا يخاطب الصين رسميا ويضعها أمام خيارات دبلوماسية وإقتصادية صعبة إذا لم تتوقف عن العسف بمسلمي الإيغور لا ان ننصاع للرغبات الأمريكية ونقع بواحد من أفخاخها التي تنصبها لنا ولا نجد أي جانب رسمي يتخذ منها موقفا ويكشف النقاب عنها.
الأجدى أن يكون الفعل فعلنا وان تبدأ مؤسساتنا الجامعة كمنظمة دول العالم الإسلامي أو حتى مؤتمر الدول الإسلامية المصغر الذي إنتهت أعماله قبل أيام وتلقى مخاطبة إستغاثة من مسلمي الإيغور باخذ روح المبادرة في الدفاع عن مصالح الأمة الإسلامية وشعوبها بجهد جاد و جامع مؤثر في زمن تعاظم أثر التكتلات بمختلف أنواعها .