الشعبوية تقود غرف الصناعة والتجارة … حاتم الكسواني

 

الشعبوية ليست سبه بل أنها شكل من أشكال القيادة التي يفترض أنها أكثر إقترابا من الجماهير التي تمثلها ، وأكثر إلتصاقا بأمانيها وتطلعاتها والمشاكل التي تعاني منها .

ولكن كيف تسيدت الشعبوية في هذه المرحلة .

 هناك أسباب عديدة  لذلك منها :

ضعف أداء القيادات السابقة وعدم قدرتها على تلبية متطلبات المرحلة التي مرت  فيها قطاعات الصناعة والتجارة التي إتسمت  بالتأزم  وعدم الإستقرار نتيجة الإرتهان لسياسات الحكومات المتتالية التي لجأت مؤخرا لتغيير القوانين والتعليمات بشكل متكرر  بهدف تعظيم  دخلها من النشاطين  الصناعي والتجاري  ، الأمر الذي أدى إلى وضع القطاعين  بحالة  الإرتباك والأزمة الدائمين  نتيجة إضطرارهما  لمواجهة  اوضاع  غير التي أعتادوا عليها في سابق الأيام  .. أيام الإستقرار التشريعي والمالي .

سبب آخر تجلى بمصادفة حدثت لأول مرة في القطاعين وتمثلت  بظهور شخصيتين قياديتين شعبويتين تميزتا بصوتها العالي وبقدر من الجرأة في مخاطبة الحكومة ،  وفي البوح بمشاكل قطاعيهما .

بكل سهولة جمعت هاتان الشخصيتان حولها مجموعة من المؤيدين الذين إنضموا تحت جناحها لتشكيل كتل إنتخابية شابه تقف في وجه الوجوه الكلاسيكية التي إعتادت الأداء النقابي الهادئ المتفاهم مع الحكومات ولو على حساب القطاعين أحيانا .

وبكل سهولة عبرتا الإنتخابات بنجاح أمام كتل لم تحسن قراءة  المشهد جيدا من حيث  قدرة الشعبوية على التحشيد  وسهولة وصولها إلى قلوب الناس من خلال أداء كريزمي لرئيسيها المهندس فتحي الجغبير للصناعة وخليل الحاج توفيق للتجارة .

وكإرتطام الحجر مع صفحة الماء حركت الشعبوية المياه الراكدة فدفعت الأغلبية الصامتة من الصناعيين والتجار الذين وجدوا أنفسهم بها للتوجه إلى صناديق الإقتراع وحملها إلى سدة قيادة الغرفتين .

ولكن …  الآن يبرز التحدي في مدى قدرة قادة  الشعبوية  من إثبات جدارتها في تنفيذ برنامجها الإنتخابي من خلال تحقيق القدرة على  العمل بروح الفريق والتناغم  في الأداء الجماعي  .

يكمن التحدي بقدرة كل من قائدي الشعبوية على السيطرة على فريقه المكون في غالبيته  من الشباب الذين يحمل كل واحد منهم أمانيه ومخططاته الشخصية التي تمثل مشروعه الخاص بعيدا عن روح الفريق .

الكلاسيكيون الراحلون إعتمدوا على قيمتهم المهنية والإجتماعية كوزراء وأعيان  سابقين ، وقيمتهم المهنية بإنحدارهم من أعرق العائلات الصناعية أو التجارية  في القيادة والسيطرة على فرقهم التي عملت  تحت قيادتهم .

القادة الجدد يعملون مع فرق ترى أنها تعمل بمعيتهم وليس تحت قيادتهم مما يستلزم أن تتوفر في الواحد منهم صفات القيادة الحقيقية في الإبداع والخلق والإبتكار عند مواجهة المشاكل والصعاب والدخول في جولات الحوار .

القادة الجدد عليهم الإلتزام بشعاراتهم التي رفعوها وأفصحوا عنها  أثناء حملاتهم الإنتخابية فلا أستوزار من قبلهم ولا نزوع للإستوزار وتبوء المناصب من قبل شركائهم .

القادة الجدد عليهم أن يلتزموا بأن يكونوا في مقدمة الصفوف للدخول في المعارك والصراعات التي سيضطرون لخوضها في المقبل من الأيام  وأن لايتواروا في الصفوف الخلفية  … أليس هم من رفعوا أصواتهم في كل محفل ب :

” الخيل والليل  والبيداء تعرفني “

وأخيرا لابد  ان يثبت القادة الجدد ورفاقهم أنهم يحملون فكرا صناعيا وتجاريا علميا  يعتمد على الدراسات والأبحاث والحسابات الدقيقة  ، ولا يعتمد على الإرتجال وإستنفار الفزعة والحلول  الشعبية التقليدية ففي الصناعة والتجارة لا شانات ولا فناجين قهوه .

مقالات ذات صلة