20 ليلة أردنية.. مبروك

أحمد أبو خليل

مع بزوغ فجر هذا اليوم كان شباب معان والجنوب قد اطمأنوا إلى الاتفاق الذي عقدوه لتحقيق مطلبهم. الاتفاق بسيط ومنطقي ومفهوم بالنسبة للمعنيين به، ولكنه قد يبدو معقداً وغير مفهوم، بالنسبة للمراقبين من الخارج. سأحاول كتابة مادة تفصيلية، لكن اسمحوا لي الآن التعبير عن فرحي.
لقد كنا أمام حدث استثنائي شكلا ومضموناً، فقد أكمل الشباب يومهم العشرين، منها 17 أمام الديوان ليلا نهاراً. افترشوا الشارع بالمعنى الحرفي للكلمة.
يفرحني أن فقراء بلدي بهذا المستوى الأخلاقي الرفيع. إذ رغم المعاناة التي لا شك فيها (وكنت قد عاينتها قبل سنوات في ميدانها وبقدر من التفصيل)، إلا أن ذلك لم يجعل من هؤلاء الشباب كارهين لا للبلد ولا للناس ولا للدولة وأجهزتها.
قبل أيام وعند وصولي، كانت أحدى السيارات الفارهة تسقط في حفرة تحت الجسر بحيث لم تعد عجلاتها قادرة على الحركة، وما هي إلا لحظات حتى قفز من الأعلى حوالي عشرة شباب، بعد أن صاح احدهم طالبا الفزعة للسائق الذي لا يعرفونها، ثم رفعوا السيارة ومكنوها من مواصلة طريقة، وكانوا مبتهجين بعملهم.
في أيام الصحو النسبي الأخيرة، شكلوا أكثر من 25 جلسة أحاطوا كلا منها بقطع القماش أو البطانيات فتحولت إلى مضيف خاص، وكانوا يعطون صدر المضيف للزائر.
لقد حققوا مطلبهم بجهدهم وتعبهم وصبرهم وخفة روحهم. نأمل أن يستكمل الاتفاق.
لكن تعالوا الآن نفرح لأن في بلدنا فقراء ولكنهم نبلاء.

مقالات ذات صلة